ليلى و القلعة الهاوية الجزء الأول

Publié le par hamselhorria.over-blog.com

بسم الله  الرحمان الرحيم

 

 

الإهــــــــــــداء

 

إلى ذلك البرج العالي الحصين

الذي فجّرفيّ ثورة الكلمات

ثورة البحث و الغضب

ثورة الصبر حدّ الانفجار

أقدّم هذه الصرخة الجديدة

علـّه يقبلها منّي ثائرة

غضوبة  

حدّ الشهادة

                         

 

 

                                         أبو شهيد التونسي                     

 

 

 

 

 

 

 

تقـــــــديــم

 

 

ربما تسألني من تكون ليلى فلا أستطيع أن أجيبك، فربما ليلى تكون ماء و أنت سقيم. أرح نفسك عناء البحث عن ليلى وحاول أن تقتنع بأنها جزء من آلامك و آمالك ، بيت في قصيدك ، فصل في كتابك ، نغم في لحنك.

 

ربما كذلك تكون ليلى جزء من تجربة عاطفية خاصة جدا إلا أنها تتكرر كلما أوجد الظرف لها قيسا وكانت لي ليلاي ثم رحلت لأن المحنة اشتدت أألومها أم ألوم القطار لأنه لابد له أن يسير أم ألوم قلب الثائر فكيف له أن يعشق و هو لا يقيم حتى يرتحل .

 

ثم أصبحت ليلى بعد أن رحلت هي كل شيء هي سلواي في عزلتي كالقيد و النافذة المرتفعة هي الورقة التي أكتب عليها و القلم الذي ينزف لأحيى .

 

حدثتني ليلى ذات ليلة من ليالي الجنون أن القلعة تتشقق تتزلزل و أن الأرض فتحت فـاها و ابتلعت القلعة بمن فيها إلا أنا و قصيدي ، هل ليلى ذات نبوءة صادقة ربما و ربما و لكن المهم أن ليلى و القلعة على طرفي نقيض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الآهة رقــــــ( 1 )ــــــم

 

الآهة رقم (1)

** صعلوك**

 

لن أركع يا قاتلي

مهما بدا في الأفق غيم

أو بقايا من أفول

حتى الرياح تعذرت عن ركبها اليوم و صارت

في الطواحين رنينا

وتلبدت سحب السماء

حتى بدا

في الأفق ليل قاتل كي لا أقول

جاء الربيع على صراخي

 فاغر فاه

و الناي تعزف في الرعاة

وتهش أغنام الرعاة عصاك

فاكشف ذراعك

جرحك لا من ألم

ودماؤك من كده

ذاك الذي

شق الصخور

لا يبالي بالمطر

اكشف ذراعك لا تفر

ما عاد ينفعك البكاء

و قميص عثمان تعفن في الخباء

ما عاد ينفعك البكاء

كم زلزلت تحت العروش . . . لعنة قد صاغها

ذاك الذي قيل شهيد

ما كربلاء

قد أسّست في الحنين إلى الرحيل

 كيف نثور

 كم ثائرا صار الحسين     

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يا قاتلي يا قاتلي

ما عدت أبحر في الكلام

و تفجرت في بقايا رحلتي

ها إنني أطوي الفيافي

تائها في غربتي

لست الذي خلف الديار

يبكي الصباح المشرق يبكي الغدير

وحدي هنا

خلفت قبري في الصخور

وحدي هنا كي لا أقول

يا عرب إني في البداوة مرتحل

صاحت بواحتنا النخيل

صعلوك من جاء الفيافي

 قلت أنا يا قاتلي

 طين جديد

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وتشدني ريح الرحيل

أسرع خطاك أيها الظهر العليل

خلف أشلاء الخيانة

أسرع خطاك خبب الصخر العليل  

ما عدت أنتظر القبور

تحت الرماد شعلتي أو في السماء

يا عرب

في قمقم الأحرار ماردكم سجين

لو شاء صار ماردا ملء السماء

لو شاء باح بالذي في الصدر

يخنقه سنين

آه فتى

في جرحك الغض النّدي

كم سوسن قد مل من زيف الربيع

كم زنبق قد ارتحل

كم من عويل

كم من دموع عانقت وخز الصقيع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسرع خطاك أيها الظهر العليل

في الأفق حلمي

في الهضاب

في كفها تلك العروس

فيما تبقى من نقوش أو خضاب

في رمشة الطرف الكحيل

فيما تميّس من قدود

سيفي لها و الرمح و القرطاس

و السيل العرم

لا من ألم

ما عدت أفتض الحنين

ما عدت أرسم رحلتي فوق الرمال

قالت رمال الوادي أو قال الحصى

صعلوك من باقي البداوة مرتحل

مل القبيلة و الرياح

مل الحنين إلى السواد

 فتدثر بالليل في عمق الهجير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسرع خطاك

إني راحل

ما عاد في الأفق بريق منتظر

صرت الوحيد العازف في الليل

صرت الوحيد في القبيلة مرتهن

كرسيكم يا عرب ترفضه النخيل

قالوا فتى قد عقنا

قالوا عصا قد شقها

قالت رياح في الأصيل

صعلوك من عق القبيلة 

قلت القتيل لا محالة يا رياح

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسرع خطاك

ما عاد تكفيني البداوة

صاح الهجير

ارم سلاحك و التحق بالركب

خلف كثبان الرياح

ارم كلاما جارحا

ارم اللهيب باللهب

صعلوك من باقي البداوة مرتحل

صاحت رياح

لن يرتحل

صحت الصباح

لن أرتحل

حتى أجرب في المدائن وصفتي

قالت مدائن

ملّها الصبح القديم

من يا ترى فوق السطوح

قالت سفوح

صعلوك من باقي البداوة مرتحل

لن يرتحل

حتى يشقق ما تبقى من صدور

لن يرتحل

حتى يفجر ما تبقى من قبور

لن يرتحل

لن يرتحل

عرص بقربي يا غريب

فالليل يقتله الصباح

 

الجلدة رقـــ( 01 )ــــم

 

قالت ليلى لا تنفعك الشكوى و لا يليق بمثلك أن يرى باكيا فغفرت لها زلتها تلك و أنا أبلل أوراقي بعصارة الألم . قديما كنت لا أبكي أبدا حتى و لو ضربتني أمي فقد كنت أتحصن بالفرار كي لا أضطر للبكاء  و الآن و بعد أن  اشتد عودي صرت أحن إلي الشيء المفقود إلى نغمات لم أسمعها حتى أحن إليها و لكن تصورته نقرا على دف الظلم و القهر رنينا على سلاسل جلاد ذات مساء لم أرتكب فيه خطأ حسب علمي و لكني عوقبت لا أدري لماذا اختارني السجان من دون غيري من الإسلاميين وبعد أن ألبسني لبوس القهر و أسامني سوء العذاب أيقنت بأنني المختار اليوم كي أمثل دور المستضعف .

قالت ليلى لم لا تكتب لي رسالة تبثني فيها أشواقك قلت لم لا تذهبين إلي البحر عندما يستبد بك الشوق قالت عجبا أنسيت أن مدينتنا ليست ساحلية أي ليس بها بحر قلت كذلك ليس في قلعتنا أوراق و لا أقلام قالت و لا حب قلت  هو عندنا ممتد مثل الخضرة التي تحيط مدينتكم نصنع به أحاديث السمر و نكتب به رسائل على أوراق علب السجائر ثم نحرقها قبل أن تقع تحت ناظري ناظر الغرفة فيرفع أمرها إلى السجان قالت فيكافئك على إبداعاتك ورقة مشاعرك قلت نعم يصفعني قالت هل الحب عندكم ممنوع قلت هو و الثورة في القلعة سواء . 

كم أعشق الوحدة و كم أرتاح إلى اللون الأسود أو البني و لو كان لون القلعة فعندما أراه أسرع نحوه بأي شيء حاد لأكتب على صفحته الملساء الصبر مفتاح الفرج.

قالت حدثتني أمي حديثا طويلا عن الحياة و العيش الكريم و البيت و الأطفال و الزواج و الحق أنها حاولت أن تصدني حتى عن التفكير فيك. قلت كذلك حدثتني أمي و حاولت أن تصدني عنك و أن لا أهتم إلا بكتابة القصيد قالت بماذا أجبتها قلت لها بأنك أنت قصيدي .

إذا جاء ليل القهر آوي إلى الفراش باكرا كي أفتض بكارة الأشواق قبل أن يأسرها السجان ليتني لم أكتب بيتا واحدا في غير عينيك قالت لكنك أعجز من أن تحب غيري قلت نعم هكذا أنا لا أستطيع في الليلة الظلماء إلا أن أشعل شمعة واحدة قالت و إذا انطفأت قلت لن أشعل غيرها ما حييت في الظلام قالت و هل لمثلك أن يسير في الظلام قلت قطعا لا أفعلها بل سأكتفي بالجلوس مكاني أستضيء بما تبقى في عيني من بقايا الشمعة التي كانت تحترق .

و أخيرا سمحوا لي بأن أكتب رسالة واحدة كل منتصف شهر و نمت بها و دخلت بها بيت الخلاء و سرت بها في أرجاء الغرفة و لما بزغ يوم وليد كأمس مفقود حملتها بيضاء إلى حارس الجناح قال لم أرجعتها بيضاء أتريد أن نتهم بأننا نمنع عنك الرسائل قلت كلا قال ماذا إذا قلت في تردد إن أشواقي أكبر من أن تحويها ورقة أو يخطها قلم .

 

 

الجلدة رقـــ(02 )ــــم

سئمت من كتابة اسمك على جدر كل أقبية القلعة وتحته اسمي و تاريخ إيقافي و أشياء عن الحب لا أستطيع أن أبوح بها الآن للورقة حتى الأصدقاء صاروا إذا قابلوني في غرفة ملساء ليس فيها اسمك أو بقايا من دماء ألحوا في السؤال عنك و أنا لا أنطق كعادتي كلما سئلت عنك لأنك لي وحدي و كم فرحت عندما أعادوا طلاء الجدران لما أشيع أن مسؤولا ساميا ربما سيزور القلعة قبل موفى الشهر .

مزقت صورتك التي رسمتها على لحاف الفراش و لما لم أجد غطاء ندمت على تمزيق اللحاف لا على تمزيق صورتك قالت أكرهتني قلت نعم فقد أحببتك إلى درجة الكره.

قديما كنت لا أصبر على فراقك أبدا كأننا توأمين و كم أكون في غنى عن الوجود بما فيه لما أكون معك أما اليوم فكم أكرهك و أنا في سلاسلي أتذوق آلام شدها و هي تغرز في آلام الاستبداد إلى أن يغم علي و عندما أستفيق أنضر إلى رفيقي و مثل كل من رفض أن يصلي صلاة الصبح بعد التعداد الصباحي أي بعد الثامنة . صدقيني لقد بال لأننا نمنا على البلاط و لم ترفع عنا الأغلال حتى لنتبول تصوري لو قلت لسجّاني أرجوك أن تضع عني الأغلال حتى أكتب بيتا في الغزل جاءني من وحي اللحظة ماذا عساه يكون رده قالت لا أدري قلت سيقول لي يا ابن . . . نحن سجناك لأجل قصائدك التي ألهبت مشاعر الشعب سأقول له و هل أنت من الشعب سيقول حتما نعم أنا من الشعب سأقول له إذا ألهبتك قصائدي سيخرج و هو يسب السلاسل و القيود.

أحببتك عند الألم عند الفرح عند اليأس كرهتك عندما خلوت إلي نفسي و الإخوة في نومهم كالأموات كرهتك كلما فكرت في الوطن .

قالت عجبا ما كنت أحسب أن القلعة ستغير مفاهيمك عن الحياة عن الحب عن الوطن قلت لقد كانت تلك مفاهيم الحرية قالت ما الوطن إذا بعد التغير قلت كل ما وراء القلعة قالت و هل القلعة خارج الوطن قلت نعم إنها في القمر قالت و الحياة قلت لحظة شمس في باحة السجن قالت و الموت قلت سلسلة تشدّ إليها حتى تبول قالت و الفن قلت نقر على حائط القبو حتى يستأنس به رهين القبو الآخر قالت و الثورة قلت كل ما يستبطن و لو كان شرا قالت و أنا قلت مازلت كما أنت القصيد .

 

الجلدة رقـــ(03)ــــم

سحب من الأسئلة أبت أن تنقشع عنّي رغم تمترسي باللامبالاة ليست المرة الأولى التي أحس فيها بأنني مشدود إلي هناك إلي ظل الكرمة و الماء و الخضرة . لماذا لا تنساها لماذا لا تقلع عن كتابة الشعر لماذا لا تغادر السجن . لم أحاول أن أجيب عن هذه الأسئلة المستهترة إذ ليس من المعقول أن أصل إلى حلول و أنا في القلعة فماذا أفعل غدا و بعد غد إن توصلت إلى وقف نزيف الحيرة و مع ذلك كنت أشعر بأنني لا أستطيع أن أرفض الهواء الذي يلج رئتي حياة و لا أن أطير بدون أجنحة و لا أن أكون أول خائن قالت و آخر خائن . قلت كلا ربما أكون مقعدا و من حولي يجري لكنني لا أستطيع أن أسير إلى الباب فوق رقاب إخوتي قالت إذا دعني أسير إلى قبري مادمت لا تريد أن تغادر القلعة قلت و ماذا ستتركين لي نظير أنسي بالألم قالت سأترك لك الذكريات قلت الآهات قالت لن أنس أنك من علمني الحب ذات شتاء دافئ على غير عادة شتاءات مدينتنا كنا نسير و الكون حولنا في سكون حتى افترقنا على أمل أن لا نفترق أبدا قلت يومها كتبت على تراب مدينتنا أحبك و كتبت أحبك قالت لكنني اليوم أقيد إلى الواقع قلت ذلك القيد قيدني منذ تاريخ الإيقاف فلم أشأ أن أخبرك لأني أشعر دائما بأن العاشق مجبر . قالت لي أمي ذات لقاء من وراء أسلاك فصلت بين الأم و وليدها و سجان يحصي الكلمات . بني لقد التقيت ليلى ذات مأتم فعانقتني باكية قلت ربما آلمها فراق جدتها قالت كلا قلت إذا دعيني أرجع إلي غرفتي لو سمحت أمي فقد بدأت أنزف شعرا وكأن أمي لم تعبأ لآهاتي أو تجاهلت ذوباني لأنها استرسلت في سرد وقائع المأتم قالت لقد أنجبت بنتا لو كانت بنتك ماذا ستسميها قلت تونس قالت لقد سمتها تونس قلت أرجوك يا سجان أرجعني إلي غرفتي فإن أمي لا تحترم سير التاريخ .

في الغرفة انهمك بعض الإخوة في تقسيم القفة التي جلبتها أمي على المجموعات إلا عادل قد إنتحى ركنا قسيا معانقا الوسادة وقد راح في رحلة ضعف ما أحوجني إليها قلت لم تنزف قال لأني رأيت في عينيك شيئا لم أحب أن آره فيك أبدا قلت و ما هو قال الضعف ضحكت على غير عادتي حتى تناه إلى مسمعي تعاليق بعض الإخوة . لقد جاء من هناك مسرورا لعل السماء قد أمطرت على دارهم حرية ضحكت حتى انكفأت على وجهي و لما فرغت من السخرية من القلعة تذكرت أن أمي الساعة في القطار عائدة إلى الجنوب لتحكي لبقايا الواحة قصة حب لم تنته أو قصيد لم يكتب .

 

الجلدة رقـــ(04 )ــــم

 

عندما تحاول الجدران أن تعبث بمشاعرك و تقتل فيك حب الوهم أو ما يسمى الأمل تفقد طعم الحياة

قالت ليلى : ما الحياة ؟ قلت :

الحياة ليست هي الحياة .

الحياة خارج القلعة كل شيء و داخل القلعة رسالة من بعيد تخرجك من الواقع الميت اليومي إلي الحياة.

الحياة أن تر من تحب و لو من وراء قضبان الحديد و الحرس يحصي عليكما الكلمات و كم عدنا من جناح الزيارة إلى " السلون " للتحقيق .

-         ماذا تقصد أمك بقولها الأحوال خارج القلعة تنبئ بكل خير

-         هل لأمك اتصال بالقيادة في بريطانيا

-         لقد طلبت من أمك أن تجلب لك الزيتون

-         نعم

-         ما هي علاقتك بالمتهم الفار خارج الوطن لطفي زيتون

-         لا أعرفه

-         هل تريد أن تخلع ملابس أمّك

-         لا قطعا

-         يجب أن تعترف إذا

-         لماذا طلبت حذاء رياضيا هل تنوي الفرار من القلعة

هنا السجان مختص في و أد الفرحة في صدرك .

قيل أنهم يتقاضون علاوات إذا تزايدت حالات الاضطراب بيننا و المرض النفسي رأيتهم مرة سعداء إلى درجة القبح و هم يكتشفون أن أحد الإسلاميين من أصيلي ولاية الكاف فقدعقله .

قال لي مرة

-         أتعرف ما الوطن

-         قلت لا

-         قال الوطن هو الوطن و انتحى بي ركنا قصيا صارخا في وجهي أو محذرا

-         إياك أن تخبر أحدا أنّي أبلغتك بهذا الأمر و ها أنذا أخونك أيها العزيز لأعلن لكل حر أبي أن الوطن هو الوطن بكل معاني الكلمة .

 

الجلدة رقـــ(05 )ــــم

 

عندما تأتيك الأنباء أن ما تركته خلفك قد إندثر تنغمس في السجن أكثر أي تموت عندما كانت ليلى تقف بجانبي و لا يراها الحارس أنسى الرغيف الأسود و المحمصة المتعفنة .

عندما كانت ليلى تنام ملتصقة بي بل فيّ تبحر و تنغمس و تذوب و ما تحت الجبة عفوا اللحاف إلا أنا و هي.

عندما تراها الراقصة في أي " كليب " فرض عليك مشاهدته و آخر من يموت في كل شريط سينمائي.

عندما تراها في كل شيء تشعر بأنك مازلت وطنيا رغم إصرهم و الأغلال و عندما تفقد الوجه الصبوح دفعة واحدة تجبر على تجرع السم جرعة واحدة و إرجاع القنينة إلى العدو فارغة و أن تقول له شكرا حضرة الملازم .

القلم يعانق الورقة ليلعن و العبرات تتجمع في الأحداق و تتخير لها المجاري يشدني إليك يا ما وراء القلعة سمت ليلى و التسكع بعد السادسة مثقلا بالشوق للقاء المرتقب و مثقلا بالمناشير.

-         عفوا يا صديقي هذا ليس منشورا إنه قصيد لنزار قباني

-         وزعه على الناس كي يثوروا

أول ما رحل الجميع تقرفصت و رتلت من آيات الوطن الكثير حتى أيقنت بأني ثوري ثم ذرفت الدموع 

و كتبت شيئا ما على ورقة . . . . خربشات . . . . بعض ألم .

صدقوني لما اعتقلوني توجوني ثم قالوا لا تعد لمثلها أبدا.

عندما تحاول قراءة ما كتبت تتفاجأ من هول ما صرخت و ندبت و كسرت و حطمت و هشمت لكنك تستريح لما يشير إليك حارس الغرفة الليلي أن لابد لك من أن تنام .

-         تظاهرت بالنوم

جاءني على عجل

-         أسمعني شخيرك كي لا أبلغ الحراسة خارج الغرفة بأنك تخالف الأوامر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الآهة رقــــــ( 2 )ــــــم

 

" ميّت الصحراء"

 

سيري إن فضلت السير وحدك في الليالي

أو طيري

إن حملك جناحاك أعلى الجبال

أو خوني

إن احتمل قلبك بعدي ثاني

فلن أكسر قيدي

ولن أسرج جوادي

و لن أشكوك إلي الربّان

حتى ترتحلي

هيّا ارتحلي

إن وجدت في السفينة مكانين

فاجلس في الأول

وضعي في الثاني حاملة أختامي

حتى ترتحلي

إلي الغابات

إلي المجهول

وتحرقي بستاني

ارتحلي

فلك الشاطئ

ارتحلي

فلك الجبل

ولي لواعج الحرمان

سيرى وعانقي عدوي

وسميه حبيبا

و سميه إن شئت قرصان

سأسير في الصحراء

و أعشق كره النساء

و أحفر عند الأصيل قبرا

أضع فيه قلبي

ولفظة العشق التي راودتني

و حاملة أوراقي

و أموت في الصحراء

فراشا

لم يتذوق بعد

رحيق النساء   

 

Publié dans كتب

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article